مقارنة بين التحليل الأساسي والتحليل الفني

ما هو التحليل الأساسي؟

أبسط تعريف للتحليل الأساسي هو أنه تحليل يعتمد على حالة الاقتصاد أو الشركة. ويتكون من خمس مراحل سيتم توضيحها بمزيد من التفصيل فيما يلي. عادة ما يستخدم التحليل الأساسي في الاستثمار طويل الأجل، لذلك يوصى بهذه المراحل للمستثمرين الذين يخططون لاستثمار الأموال خلال هذه الفترة الزمنية.

المراحل الخمسة للتحليل الأساسي
  • تحليل الاقتصاد الكلي: وهي تختص بتقييم عوامل جذب سوق مالي معين. عند القيام بذلك، يجب مراعاة الوضع السياسي في تلك الدولة، والوضع الاقتصادي العام والعوامل الاقتصادية مثل أسعار الصرف والتضخم والدخل القومي والميزانية ونسبة العمالة إلى البطالة.
  • تحليل القطاع: في هذه المرحلة، يتم اتخاذ قرار بالاستثمار في قطاع اقتصادي معين، وتبدأ في مراقبة الشركات ذات الصلة. تهدف هذه المرحلة إلى التحقق من الصناعات التي توفر أفضل فرص الاستثمار. وفقًا لاتجاه تطور الصناعة والتغيرات في الدخل القومي الناتج مقارنة بالصناعات الأخرى، يمكن تقييم المخاطر والفرص المحتملة لاستثمار الشركة في هذه الصناعة.
  • تحليل الوضع: في هذه المرحلة، يتم تحليل شركة معينة داخل صناعة معينة. بعبارة أخرى، يتعلق الأمر بتحديد كيفية أداء شركة معينة مقارنة بالصناعة ككل ومكانتها في السوق. من بين الأمثلة التي يجب مراعاتها المعلومات العملية مثل: الأهداف المباشرة المذكورة للشركة، وتحديد ملف تعريف أعمالها، وتحديد نقاط القوة والضعف والفرص التي توفرها، والتهديدات التي يتوقعها ملف تعريف الشركة. تُنشئ العوامل الأربعة الأخيرة تحليلًا مساعدًا يسمى SWOT (اختصار لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات).
  • التحليل المالي: لا تنس أن الاستثمار في نهاية المطاف يدور في المقام الأول حول تحقيق الربح. باختصار، يجب أن يساعد التحليل المالي في تحديد القيمة الحالية للشركة وقدرتها على تحقيق أرباح مستقبلية. النهج الأساسي المتبع هنا هو فحص ثلاثة تقارير مالية: بيان الربح والخسارة (الإيرادات التي حققتها الشركة خلال فترة معينة من التشغيل والتكاليف التي تكبدتها الشركة خلال تلك الفترة والنتائج المالية النهائية)، والتدفق النقدي (تسجيل التدفق النقدي الداخلي للشركة، بما في ذلك الدخل والنفقات، وكيفية إدارة الشركة لأموالها) والميزانية العمومية (الحالة الاقتصادية للشركة في نقطة زمنية محددة، بما في ذلك الأصول والالتزامات).
  • تقييم الأسهم: قبل الاستثمار في أي شركة، من الأسهل اتخاذ القرار النهائي عن طريق تحديد القيمة الجوهرية للسهم. نظرًا لوجود مصادر مختلفة للدخل تعتمد على امتلاك الأسهم، يجب على المرء أن يأخذ في اعتباره مستويات الأرباح وتغيرات الأسعار في الأسهم وما إلى ذلك خلال فترة معينة. قبل تحديد القيمة الجوهرية للسهم، يجب خصم الأرباح المستقبلية المتوقعة للشركة، وذلك لتحديد قيمته الحالية. أما مجموع العوائد المخصومة من امتلاك الأسهم، فهو يحدد القيمة الجوهرية للسهم.
ما هو التحليل الفني؟

أبسط تعريف لوصف التحليل الفني هو التحليل بناءً على المعلومات المتوفرة في مخططات الأسعار. يستند هذا التحليل إلى ثلاث دعائم سيتم وصفها فيما يلي. يجيب التحليل الأساسي على السؤال “ما الذي تستثمر فيه؟” بينما يجيب التحليل الفني على السؤال “متى يجب الاستثمار؟”. هذه الدعائم هي:

  • يحسم السوق كل شيء: تفترض هذه الدعامة أنه لا توجد حاجة لدراسة ما يؤثر على سعر الأداة أو دراسة سبب انخفاض الأسعار أو ارتفاعها. لماذا؟ نظرًا لأن حركة السعر تعكس التغيرات في ظروف العرض والطلب، لذا يندرج تحتها جميع العوامل التي تؤثر على السعر. وهذا يعتمد على الاعتقاد بأن مستويات أسعار السوق مرتبطة بجميع المعلومات المتاحة حول أداة معينة، ومُصْدِرها (مثل الأداء المالي الجيد) والظروف الاقتصادية والسياسية أو ظروف الاقتصاد الجزئي والكلي (ومثال على ذلك قرارات البنك المركزي ومؤشرات النمو الاقتصادي ومعدلات التضخم والبطالة). تتكيف أسعار الأصول على الفور مع أي معلومات جديدة تبين أنها تعكس أحدث حالة.
  •   الأسعار تتحرك في اتجاهات: وفقًا لهذا الافتراض، يتحرك سعر الأصل في اتجاه معين خلال فترة زمنية محددة. هذا الوضع يسمى الاتجاه. من خلال تحديد الاتجاهات، يمكن تحديد عملية التداول (الشراء أو البيع) الأكثر ربحية. ومع ذلك، لا تنسَ أن هناك العديد من المتغيرات التي تحدد ما إذا كان الاتجاه سيستمر أو ينعكس.
  • التاريخ يعيد نفسه: أثناء تحليل الرسم البياني، يمكن العثور على أنماط متكررة. نظرًا لحقيقة أن السلوكيات البشرية في مواقف معينة تتكرر، يمكن استخدام دراسة الاتجاهات السابقة للتنبؤ بالسلوكيات المستقبلية. هذا هو السبب في أن السلوك الجماعي للمستثمرين يتكرر في سوق معين وفقًا لمخططات محددة.

يعتمد التحليل الأساسي على دراسة حالة الاقتصاد والشركات، مع التركيز على عوامل الاقتصاد الكلي أو القطاع أو الظرفية أو المالية. من ناحية أخرى، يركز التحليل الفني على مخططات الأسعار، بما في ذلك الافتراضات مثل: السوق يحتوي على جميع المعلومات المتاحة، وأن الأسعار لها اتجاهات، وأن التاريخ يعيد نفسه. كلا التحليلين هما أداتان مهمتان أثناء اختيار الأصول واتخاذ قرارات الاستثمار. أيهما سيعمل بشكل أفضل؟ يعتمد ذلك على خطط الاستثمار الفردية.

الجمع بين التحليلين

إذا كان المستثمر غير متأكد من نوع التحليل الذي يختاره، يمكنه النظر في كليهما. يمكن أن تتحول بعض الشركات إلى استثمار جيد بعد الجمع بين عناصر كلا الأسلوبين. تبدأ هذه الطريقة بالاختيار الأوّلي للشركات التي تتبنى معايير التحليل الأساسي مثل معدل نمو الإيرادات السنوية أو معدل توزيع الأرباح، ثم بعد ذلك تقوم بتحليل المعلومات الواردة من مخطط الأسعار الخاص بها، بناءً على الدعائم المذكورة سابقًا.

الأمثلة الواردة في هذه المقالة هي مجرد تقريب للمخطط الذي يمكن استخدامه أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. بغض النظر عن نوع التحليل الذي يتم اختياره، فإن أهم ما يجعله مفيدًا بأي شكل من الأشكال هو التنفيذ الموثوق به.